الرئيسية
أحدث الصور
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القراء الأعزاء:
سوف أسرد لكم قصة مؤلمة وحزينة للشاب السعودي الشبه يتيم بل إنه " العصامي المتشرد " ( إسلوب جديد في نعت الناس بكل أدب ) على حسب قول أقاربه الذين ينبذونه أينما وجد ولا يتقبلونه بأي شكل من الأشكال مهما فعل لهم من خير وخصوصا عندما فعل فعلته الشنعاء والجريمة التي إرتكبها بحق نفس بريئة من حوالي الخمس سنوات.
حيث تم طلاق والدته وعمره سبعة أشهر وعانى في حياته الكثير والكثير وتنقل بين مدن كثيرة بالسعودية لطلب العيش والرزق والدراسة. وعندما تخرج من التعليم العالي بنجاح باهر بعد توفيق الله تعالى لم يصدق نفسه بالرغم من عدم وجود أي أحد بجانبه لا من الأهل ولا من الأقارب ولم يساعده أي منهم الا أهل الخير عندما يعلمون بمعاناته وبعض الأعمال التي يفعلها بالمساء ومساعدات الدولة كما تعلمون في مجال التعليم. لكن حاله أصبحت مثل حالة أي شاب يتخرج ولم يحصل على عمل مناسب فكابد وتكبد المشاكل في حياته على مدار عامين ولكنه لم يستسلم فعمل سائق تاكسي وعمل في أماكن لا تتوقعونها لكي يكسب الحلال ويبتعد عن الحرام. وفكر بالبحث عن وسائل أكثر دقة وفعالية الا وهي الانترنت فصار يرسل سيرته الذاتيه عبر الانترنت وفعلا حصل على المطلوب وصار موظفا لدى كبرى الشركات بوظيفة مؤقته لكنه كان مجدتهدا فتمت ترقيته لوظيفة دائمة بالشركة وتحسن دخله، وعندما أصبح إسمه فلان الفلاني صار كل قريب وبعيد يعرفه يتصل عليه للإطمئنان على صحته وعافيته ووظيفته بالتأكيد ويسأله كم تجني من المال وكم راتبك وكم وكم، والكثير من أقاربه أصبح يتصل صباحا ومسائا للإقتراض منه ومن ما تفضل الله عليه به بالرغم من أنه كان عندما يحتاج لقمة الأكل وعندما تتأخر مكافأة الجامعة شهر وشهرين لم يلتفت له أحد الا الله, و واحدا من التجار كان يسأل عنه ويدعمه بالمال لما رأى من صلاح على هذا الشاب وهو لا يعرفه الا بمعرفة أحد الأصدقاء فجزاه الله خير وكثر الله من أمثاله ممن يعرفون الله حق معرفته.
بعد ذلك بحث عن الزوجة الصالحة وكان حلمه فتاة سعودية تنسيه معاناته كلها ولكن لم يجد لصعوبة الموقف فكان أبواه لا يردون عليه عندما يقول وجدت فتاة ويريدون أهلها حظوركم لخطبتها لي فهذا الحاصل عندنا بالسعودية فأي إنسان يريد الزواج من فتاة سعودية لابد من حظور الأهل أو أحد الأقارب والتعرف عليهم والسؤال عن إبنهم، بالرغم من المحاولات العديدة والمستميته من قبل الشاب لم يحصل على مراده من الزواج بفتاة أحلامه.
وفكر بالذهاب للبلاد المجاورة والتعرف على الناس هناك وكسب الاصدقاء والسؤال عن المعارف لعله يجد ضالته, وفعلا وجد فتاته وجها لوجه وبدون أي قيود أو حواجز وجدها المرأة التي تصلح أن تكون أما لأطفاله والصادقة معه والزوجة المثالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لكن لم يحصل على السعادة الى اليوم يا ترى لماذا؟ هل كونها غير سعودية وأرادت أن تستولي على أمواله وخزائنه بالسعودية والملايين التي توجد بحساباته في البنوك السعودية والمحافظ الاستثمارية هناك؟ أو أنها طمعت بباقي نصف راتبه الذي يذهب للبنوك بسبب الأسهم؟ هذا ما سنعرفه فيما يلي بقلم صاحب القصة وبتعبيره عنها.
أترككم مع القصة ومشكلته لتروا بأعينكم ماهي أسباب حزنه العميق وتعاسته المتواصلة حتى مع شريكة حياته التي كابد للحصول عليها.
مشكلتي بدأت من يوم أن تقدمت لخطبت أحد بنات الدول العربية الشقيقة المجاورة للسعودية !
حيث تمت الموافقه علي من قبل أهلها على شرط أن أحضر لهم موافقة زواج لدخول زوجتي معي للسعودية. ولم تتم الموافقة طمعا بي أو كوني سعودي !!! لا والله لم يكن ذلك ولكن مرت فترة زمنية طويلة ومناقشات بالموضوع من طرفي وطرف عائلة زوجتي وبعد اقناعهم من طرف المعارف في تلك البلد وإقناعهم بذلك وأن هذا قسمة ونصيب من الله تعالى.
لكن مرت حوالي السنتان بلى فائدة ومعاناة قاهرة من قبل المسؤولين لدينا والسبب صغر سني على الزواج من الخارج ولأنني لا أحمل أي إعاقة على حسب شروطهم للحصول على موافقة زواج من الخارج. ففي كل مرة يتم الرفض من الداخلية وبعض مناطق إمارات المناطق، ففي أحد المناطق عبر أحد الدوائر الحكومية تم تحويلي لدار الأيتام على حسب كلام الموظف لي بأن أختار أحد بنات الدار للزواج وأن هذه هي تعليمات المنطقة حيث أنني قلت لا أستطيع الزواج بمهور السعودية ومتطلباتهم ! لكن تم الشجار بيني وبين الموظف وقلت له أنني مخير ولست مسيرا لكم ووقعت على تعهدات بأن لا أتقدم لطلب موافقة أبدا واذا طلبت موافقة يتم رميها بسلة المهملات. وفي أحد المرات قال لي صديق مقرب جرب أن تكون فيك عاهة من مرض نفسي أو أي شي ! وفعلا فكرت كثيرا ... وعملت ذلك وتم إصدار شهادة من المستشفى بعد أن قمت بتمثيلية بسيطة على الموظفين والدكتور على مدار شهر من المراجعات بملابس بالية وشكل محزن وأخذ بعض العلاجات ولكن قمت برميها في سهلة المهملات .ولا أخفيكم علما بأنني واجهت الكثير ممن يقومون ببيع الموافقات بالسعودية والتوثيقات ولهم ذراع قوي لدى المسؤولين ولكن بمبالغ طائلة جدا تصل أحيانا للخمسين ألف ريال ! وبعضهم يستغل ضعف الانسان ويأخذ المبلغ ولا تستفيد منه بموافقه زواج ولا شيء ! وقد تعاملت مع الكثير منهم وحصل لي بعض المواقف الكثيرة وخسرت أناسا أحبهم بسبب هذا العمل.
وبعدها قمت بإبلاغ زوجتي بالوضع بعد مضي حوالي السنتين، وقالت نتزوج وأمرنا لله تعالى فهذا زواج ولا أحد يقدر على الدخول بيننا. وفعلا تم الزواج بعد إقناع خطيبتي لأهلها بالوضع القائم في السعودية والحمدلله ولم يكلفني أي مبلغ صعب علي. وتحسنت أموري ولله الحمد ورزقني الله بأولاد منها.
وبعد ذلك تقدمت لنفس الجهات على مدى ثلاث سنوات وبمجهود أكبر لكن بدون فائدة تذكر ويتم الرفض بكل قوة !
الان بصراحة صار لي متزوج ثلاث سنوات و مليت من كل الحياة وأحس أن الأمور صعبة جدا ولا تحتاج الا لناس أقوياء ولهم ظهور لدى المسؤولين !
وبصراحة فكرت أن أتخلى عن زوجتي وأولادي ولا أعترف بهم ما دمت حيا لعيون القرارات المتعلقة بالزواج من الخارج وإلغاء فكرة الزواج من أي مكان كان. ورمي عائلتي على عاتق لجنة أسر السعوديين أواصر بالخارج حيث أنهم وضعوا لجان هناك لحل مشاكل السعوديين مع أسرهم الغير سعوديين ! وبدل أن يضعوا حل للمشاكل وتقريب الجميع لبعضهم البعض ولم شمل الأسر بأبائهم السعوديين وضعوا لجان تتكفل بمصاريفهم والعناية بهم بشكل ملحوظ.
وهناك راودتني فكرة الهجرة لأرض من أراضي الله الواسعة ولكن هل يمكنني ذلك مع العلم أن سمعة السعودي ليست مثل قبل ! فهذا مستحيل ... الحل الأول أفضل وهو التخلي عنهم نهائيا ومسح قاموسهم من ذاكرتي فهذا الحل فكرت به على مدار الخمس سنوات الماضية والقرار قريبا اذا تمت الحال على ماهي عليه !
إنها الحقيقة وليست مزحة وهذا الذي كنت أسمع به من قبل أن هناك سعوديين يرمون عوائلهم بالخارج لماذا ؟ حتى تيقنت أن الموضوع أنطبق علي تماما وهذه هي الحال. منعك من الزواج بمن ترغب و تحب وعدم تقديم التسهيلات للموانع المختلقة أساسا ينتج عنه إما أن تخاف ولا تجازف وتتخلى عن الموضوع من البداية أو أن تكون شجاعا وتقدم على مالا تحمد عقباه ويكون مصير عائلتك في عاتق " جمعية أواصر " التي هي من تصميم المنفذ للعمل من أوله والمخطط له منذ البداية كما يبدو من المظهر. زواجي كان صحيحا وتطبيقا للقوانين السماوية, وكان أساسه الحب الطاهر الحقيقي وعانيت فيه كثيرا, ولم يكن سوى تطبيقا لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أتاكم ترضون دينه فزوجوه...!!!
لست مقتنعا حاليا بالحالة وأعيش المرارة بكامل قواها العقليه ولدي تساؤلات كثيرة ولدي سؤال بسيط جدا جدا جدا !!!
هل أفعل ذلك وأقوم بتوثيق منع الزواج من الخارج من تلقاء نفسي والرضوخ للأمر الواقع والحالة الان بدون معاناة وإحراج للغير والزج بالعائلة الغير معترف بها لدينا بعيدا عن حياتي وأنساهم للأبد؟ أم سيبدل الله من حال الى حال ؟؟؟
لم أستطع الاجابة لحد الان ولربما تهربت من الاجابة لعدم قدرتي على الاجابة لصديقنا لعدم قدرتي على التحمل ...
شاركونا بارك الله فيكم